مات الحريري

**الإثنين مارس 10, 2008 9:18 pm**

مات الحريري

ليس هذا انتقاصاً من مكانة الحريري حاشا فرحم الله شهيدنا رحمة واسعة لكن دماؤه لازالت معلقة فوق رايات وأهواء ومصالح وكي لا يكون لأهواء الأمم الكبرى مكان لنفث سمومها فكل شيء أصبح واضحاً ولن تغرنا أبداً هذه المظاهر .

إلى كل من لم يجد من يدافع عن حقه بالحياة إلى كل من طواه الموت دون أن يجد من يطالب بدمه أهدي كلماتي دون أن أضيف شيئاً فالأقمار والنجوم ليست بحاجة لمن يدثرها بالكلمات لأنها أرق وأرفع من كل هذه المراثي .

مات الحريري ماتت كل أقمار الصباحات

ومات شيء مما لم نعد نذكره

هل للموت موازين يا سادتي

هل للموت طبقيته المقيتة

كي نرى موت السادة ليس

كموت البسطاء منا

وهل ثمة موازين تقاس

بها الدماء أيها السادة النبلاء ؟

بماذا تقاس دماء شعب بأكمله

دماء شهدائنا في كل مكان

أتقاس بالنفط أم بالثروة أم بالرمال ؟

مات الحريري ولازالت الأرض

عطشى تسأل صباحاً مساءً

هل تتساوي في الموت حقاً الدماء

هل يتساوى في الموت نبض الأبرياء

كيف بالله سادتي تقام في

أعرافكم موازين العدالة ؟

الموت موت يا سادتي فمن

قال في الموت سادة وعبيد

أباطرة ونساك هل الموت موت

يا سادتي في هكذا موازين ؟

مات الحرير فارفعوا قبعاتكم

أيها السادة المحررين وارموا

عنكم كل ما لغتم فيه من دماء

كيف بالله يكون العزاء يا سيد

الغابة الكبير كيف يكون العزاء

وشذا الرياحين لن يقارن

بما تحملونه من موت مقيت

كيف بالله تكون الموازين

وهل الموت موت في

عرف سيد الغابة الكبير ؟

مات الحريري فلترفعوا

قبعاتكم أيها السادة الأتقياء

أيها المحررون شعباً بأكمله

من أزاهير النور والصباح

مات الحريري فلتنتحب

الدروب والأوطان والشرفات

من يبكي مليون إذن من

شعب هناك من يعيد

للموازين صلابة الحياة ؟

أجبيني يا سيد الغابة الكبير

الذي لم تعد تدري كيف

بالله تقاس الدماء وهل

الموازين موازين في

عرفك أيها السيد الكبير ؟

مات الحريري فلتنتحبي

يا أرض ويا سماء ماتت

آلاف الزنابق ماتت آلاف

الطيور ومليون.. مليون

قطرة من دماء لازالت

تستقي الرحمة من السماء

فهل الموازين موازين

في عرفك أيها السيد الكبير ؟

مات الحريري يا خسارة

البلدان وبين ضلوعي ألف

جرح من يبكي الجرح معي

من يتقاسم معي ظمأ الحياة

من يخبرني كيف .. كيف

يتساوى الموت مع الأمنيات

فهل للتوابيت يواقيت من مرمر

تمر بالخلجان تخبرنا أن موت

الشعوب لا تقارن بدماء السادة النبلاء ؟

مات الحريري وغزة لا زالت محاصرة

يرمقها سيد الغابة الكبير بنظرة شذراء

ويقول : كل ما في هذه الأرض لعنة .

هذا أنه لا يرى سوى الموت

يعبر الدروب بعيونه الغارقة بالرماد

والتي لا تنساب شرائع السماء

فلينسفوا كل الشرائع وكل

الرسالات كي تقر عينيّ سيد

الغابة الكبير بالحياة وكي

يقر هو موازين عهده الميمون

مات الحريري ماتت كل أقمار

الصباح الحزين وهي تبحث

عن بقعة تتساوى فيها

الموازين بين الأرض والسماء .

مات الحريري فأقرؤوا نعي

الصباحات على دروب بوش و رايس

مات .. مات .. مات وهل

تتساوى الموازين الموت مع

الحياة ويعود للوطن المكلوم

بعض أناشيد الصباح .

من هنا مر موكب السيد النبيل

فهلموا أرفعوا أيها النساك

في عصر الدناسة القبعات

فلم يعد لنا مساجد لتضم

جراحنا ولا كنائس لننظر

من خلالها نحو السماء

إن هو إلا بيت الأفاعي في

عصر الزواحف فلا تقولوا

أنني أسوق الغرائب فهذا

بعض البعض والخفي

ألا تغرنا محافل الزيف

فالحريري مات فهل

من عصر لا تساق فيه إلى

العبودية الحرائر ولا يكون

لدماء السادة النبلاء رفعة

على دماء الزنابق ؟